
أقامت مؤسّسات الجنان التربوية احتفالية جماهيرية حاشدة، وفاءّ للرئيسة المؤسّسة البروفسورة منى حداد يكن رحمها الله، في ذكراها السادسة، وذلك في قاعة المؤتمرات في معرض رشيد كرامي الدولي. تقدّم الحضور ضيف الشرف معالي الوزير رشيد درباس، الشيخ مظهر الحموي ممثلا سماحة مفتي الجمهورية، معالي الوزير سمير الجسر، مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي والوزير عادل أفيوني، سفير اندونيسيا هاجريانتو توهاري، مصطفى أبو حرب ممثلا سفير فلسطين، نادين العلي ممثلة الوزيرة فيوليت خير الله الصفدي، الرائد محمد طارق الحلبي ممثلا مدير عام الأمن العام، العقيد أحمد العمري ممثلا مدير المخابرات في الجيش، العقيد في أمن الدولة فادي الرز، ميشال خوري ممثلا النائب سامي الجميل، المستشار وليد منقارة ممثلا وزير الخارجية والمغتربين، د. سامي رضا ممثلا الوزير محمد كبارة، د. منذر جمال ممثلا الوزير أشرف ريفي، سامية بحري ممثلة نقيب المحامين في طرابلس، د. عماد القصعة ممثلا الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، سميح حلواني ممثلا رئيس بلدية طرابلس، نقيب المحامين السابق فهد المقدم، أمين عام حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، ممثل حركة حماس في الشمال أحمد الأسدي، رهيف صوراني ممثلا الجماعة الإسلامية بالاضافة إلى حشد من الأكاديميين والتربويين وممثلي الجمعيات الاجتماعية والنسائية وحشد من أصدقاء الراحلة وأفراد أسرة مؤسّسات الجنان، الذين اجتمعوا ليؤكدوا وليبرهنوا أنهم أمناء على مسيرة صاحبة الذكرى.
بدأت الإحتفالية بالنشيدين اللبناني ونشيد جامعة الجنان، ثم تلاوة مباركة من القرآن الكريم لفضيلة الشيخ الدكتور خالد زكريا.
قدّم الاحتفالية، أمين سرّ مجلس الأمناء في الجامعة الأستاذ حبيب عبد الغني، مستهلاً كلمته بالقول: "في نسائم تحمل عبق الذكرى وزهر الليمون وليالٍ فيحاء زانها قمر شعبان، تجمعنا حاضرة بإشراقها في كل ذاكرةٍ وقلبٍ وروحٍ، واسطة عقد تنادت حباته وقد حوت معرفة وأدباً وفكراً وحياة"، وقد أكد "عبد الغني" للحاضرين، أن الإنسان لا يموت لمُجرَّد أن توقف قلبه أو انقطع نفسه، فالذين كتبوا، والذين خطّوا مسيرتهم البطوليّة، والذين تفانوا، بقوا وكُتبت إنجازاتهم بأحرف من نور، وسيبقون إلى الأبد كصاحبة الذكرى العطرة، إبنة هذه الفيحاء الراحلة منى يكن رحمها الله.
كلمة صاحب الدعوة، رئيس مؤسّسات الجنان التربوية الدكتور سالم فتحي يكن، استهلها بالتعبير عن ألم غياب الراحلة قائلاً: "بين ألم الذكرى وأمل التجدد يحصل تناسب، فألم الغياب في عامك السادس، تمحوه استمرارية إرادة عمدت بالسهر والمعاناة وحلاوة الانتصار"، وأشار "يكن"، أن الراحلة لطالما آمنت أن التربية والتعليم والدين هم أفضل خيارات التغيير ومحاربة الجهل ومنطق الاستقواء في زمن أصبح الحق قابل للجدل والـتأويل، وباتت الشياطين من كل نوع تلبس الزيف والفساد والعدوان وتغتصب الحقوق لباساً يتماهى مع الدين والأمن والثقافة والفكر وأبلغ دليل على ذلك ما يحصل في القدس.
ونوّه "يكن" أن الراحلة قد نهل من نهجها وفكرها أكثر من ثمانين جنسية، آمنوا برسالتها ورؤيتها ومنهم أصحاب الهمم الذين لطالما كانت أم الجنان تدعو إلى تمكينهم وتكريمهم، فهم من يحملون الروح العملاقة التي طالما جمّلت به وجه الأمة وتاريخها المجيد، وأعلن بالقول: استكمالا لما قد عولت عليه أم الجنان في وصيتها "كونوا أمناء أوفياء" وبناءً على توصية مجلس أمناء جامعة الجنان تم منح مقعد البروفسورة منى حداد يكن لمرحلة الدكتوراه إلى صاحب الهمة العالية والإرادة الصلبة في استمرار فعل المقاومة وتحدي أشكال العدوان، رغم تهالك الجسد، الطالب حسين مقداد في تخصص الإدارة العامة، أما مقعد مرحلة الماجستير، منح لحافظ كتاب الله بعد أن منّ الله عليه بقوة البصيرة فبات البصر ثانوياً، الطالب حمزة ريداني في تخصص الدراسات الاسلامية.
وقد بارك "يكن" للفائزين، معتبراً أن مؤسّسات الجنان التربوية من جامعة بمختلف تخصصاتها ومدارس ومعهد ورابطة نسائية اسلامية، تؤكد على متابعة مسيرة صاحبة الذكرى وثبات الميراث والمنهج وليبقى شعارها قسما خالداً خلود كتاب الله تعالى "نون والقلم"، كما أعلن "يكن" انضمام الضيف المكرّم أ. رشيد درباس الذي طالما كان واحدا من بناة المعرفة في المدينة والوطن، كعضو شرف في مجلس أمناء الجامعة والذي تتشرف عائلة الجنان بأن يكون فرداً من مكوناتها.
بعدها، تم عرض ريبورتاج من وحي المناسبة أعدته دائرة الشؤون الإعلامية في الجامعة، تضمن محطات إنسانية للراحلة ولقاءات مع الحاصلين على مقاعد دراسية من الجامعة.
كلمة ضيف الشرف كانت لمعالي الوزير النقيب المحامي رشيد درباس، التي بحسب ما عبّر عنه مقدم الحفل أ. حبيب عبد الغني، أن صاحبة الذكرى كانت تكنّ له احتراماَ خاصاً ومساحة في فكرها لا ينازعه فيها أحد ليكون زهوة الحفل وفارس الميدان، استهل درباس كلمته من خلال استحضاره لصاحبة الذكرى، حين هنأته بانتخابه نقيباً للمحامين، ومن يومها تتالت مشاركاته للجنان في مناسبات عديدة . وقد أفاض بالقول: لقد أدخلتني في حقل مودتها المغنطسيسي ابتداءً وها نحن اليوم جميعا الآن وفي هذه اللحظة ننجذب إلى حقلها ذاك في غيابها، لأن موت الياسمين يبقى حضوراً في الغياب، وقد أشار درباس، إلى إسهام الراحلة فيما غرسته في نفوس طلابها أن فقه الدين له أصوله التي يدركها الراسخون في العلم، والتمييز بين الحديث الحسن والحديث الضعيف، عبر مسالك الجنان وفي رعاية الرحمن كي لا يقولوا على الله ما لا يعلمون.
وقد توجه درباس إلى الحاضرين بالقول: ها هو الآن رئيس مؤسّسات الجنان د. سالم يكن، يتبع وصيتها ويقتفي مسيرتها، بعدما أحاطني علماً بمشاريعه وطموحاته، فأدركت أن نظرته تتعدى وظيفة الجامعة التقليدية بإصدار الشهادات، إلى الشخوص نحو شهادة يحرزها لها من أهله ومحيطه وحسبه من هولاء مرجعاً عالياً ومؤئلاّ صادقاً، شاكراً "يكن" على شرف اختياره له عضواً في مجلس الأمناء، ولاختياره ضيفاً على هذه الذكرى الجليلة.
بعدها قام د. سالم يكن ومعالي الوزير رشيد درباس بتسليم المنح الدراسية لمقاعد البروفسورة منى حداد يكن، لكل من حسين مقداد وحمزة وريدي، حيث قاموا بدورهم بتقديم الشكر والامتنان إلى جامعة الجنان بشكل عام و د. سالم يكن بشكل خاص، كما وقدم د. يكن شهادة عضوية مجلس الأمناء للوزير درباس. وقد قدم الفنان عمران ياسين صورة بورترية للراحلة بريشته المعهودة عربون محبة وتقدير لصاحبة الذكرى. واختتمت الاحتفالية بصور تذكارية.
Follow us on