| Al Jinan University Website is now loading....

Jinan University

ع
ندوة: باحثة البادية - ملك حفني ناصيف
السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٨

نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الجنان ندوة علمية بمناسبة مرور مئة عام على وفاة باحثة البادية "ملك حفني ناصف" وذلك بحضور اساتذة وطلاب من مختلف الكليات ولفيف من المهتمين.

hafni02

أفتتحت الندوة بكلمة لعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الاستاذ الدكتور هاشم الايوبي تحدّث فيها عن أهمية هذا النوع من الأنشطة الثقافية حيث يسترجع فيها شخصيات كان لها أثر عميق في المجتمع من الناحية الثقافية والعلمية والأدبية وغيرها. كما حثّ طلاب الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه على دراسة شخصيات تاريخية ومعاصرة كان لها أثر في نواح كثيرة .

hafni03

بدأت الجلسة الأولى، التي ترأسها مدير فرع جامعة الجنان في صيدا الدكتور أسعد النادري بكلمة وصف فيها باحثة البادية بأنها كانت شخصية رائدة وطليعة، تنتمي إلى رعيل من السيدات اللواتي يفخرن بهنّ تاريخنا العربي الحديث ورأى أن تكريم جامعة الجنان لشاعرة البادية هو تكريم لجميع النساء اللواتي أدّين دوراً رائداً في عالمنا الحديث.

hafni04

ثم كانت المداخلة الأولى للسفير خالد زيادة تحدّث فيها عن عصر ملك حفني بأنه العصر الذي شهد تغيرات كبيرة خصوصا مع الخديوي اسماعيل الذي بنى القاهرة الحديثة بقصورها وشوارعها، كما أنه أسس المدارس ومن بينها مدرسة للبنات عام 1873 في نفس الوقت الذي طلب فيه الخديوي من الرائد رفاعة رافع الطهطاوي أن يكتب حول التربية فكتب المرشد الأمين في تربية البنات والبنين، ومن المرجح أن ملك حفني قرأت هذا الكتاب الذي يدعو إلى تعليم البنات.

hafni05

كما أشار "زيادة" بأن الحقبة التي ولدت فيها باحثة البادية قد شهدت انتشار الصحف المستقلة ومن بينها الصحف التي أسسها اللبنانيون. وكانت تلك الصحف تنشر الثقافة عبر مقالات في الأدب والمجتمع والتعريف بالمفاهيم الحديثة، ولعل هذه الصحف لعبت دوراً في تربية وتثقيف ملك حفني وهي ابنة أحد إداريي الدولة المصرية وهو بدوره أحد المنفعين في عصره حيث ساهم في تأسيس جامعة القاهرة عام 1908.

hafni06

أما المداخلة الثانية، كانت لرئيسة قسم الفلسفة في الجامعة اللبنانية سابقا، ومتخصصة في الفلسفة الإسلامية الدكتورة وفاء أفيوني الشعراني تحدثت عن ميزة ملك حفني ناصيف بأنها وضعت العقيدة جانباً والواقع الاجتماعي للمرأة المصرية إلى جانب آخر وحاولت أن تذهب مباشرة إلى واقعها الاجتماعي الذي لا دخل له بالعقيدة. واعتبرت أنه انطلاقاً من الواقع الاجتماعي فإن المرأة المسلمة إذا كانت متعلمة وتؤمّن حياة أولادها وتعيش في واقع اجتماعي جيد، فهذا لاعلاقة له بعقيدتها. وأشارت "الشعراني" أن باحثة البادية لم ترفض السفور من وجهة دينية ولكن من وجهة نظر اجتماعية.

أما الجلسة الثانية ترأستها مديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الدكتورة جاكلين أيوب اعتبرت أن هذه الندوة ثمرة من ثمرات العمل الدؤوب الذي لا يتوقف في جامعة الجنان وأن الندوة بعنوانها تميط اللثام على جوانب متعددة مجهولة وغامضة، إلى محطات مضيئة في حياة وفكر ملك حفني التي يتم تخليد ذكراها من خلال إحياء ذكرى مئة عام على وفاتها.

مداخلة الجلسة الثانية كانت للأستاذة الجامعية والناشطة الإجتماعية الدكتورة سهام كامل ونوس تحدثت فيها عن الحركة النسوية التي لا يمكن قراءتها إلا في ظل الوقائع التي سبقتها وأدّت إليها، والتي ساهم عدد كبير من المفكرين في صياغة فلسفتها من أبرزهم: جون لوك، بيار بوردو وسيمون دي بوفوار وغيرهم. أما عن المجتمع العربي قالت "ونوس": إن الحركة النسوية تحمل خصوصية سوسيولوجية مختلفة عن الحركات النسوية الغربية، على الرغم من أن المرأة الغربية قطعت أشواطاً كبيرة في النضال من أجل انتزاع حقوقها والإعلاء من شأنها عبر إرساء مرجعية قانونية وإبرام اتفاقيات دولية كاتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، تحفظ كرامة المرأة وتسمح لها بتحقيق ذاتها كفاعلة في المجتمع إلى جانب الرجل وخوض معارك القتال والحروب" وتابعت: "إلا ان دور المراة العربية يتباين في المجتمعات العربية بالرغم مما شهدته هذه المجتمعات في جملة التحركات التحريرية ضد الهيمنة الذكورية إلا أن الحركة النسوية لم تلاق الحظ الأوفر الذي لاقته نظيرتها في المجتمع الغربي".

كما شرحت "ونوس" دور ملك حفني في الدعوة إلى التعليم والعمل والحقوق السياسية للمرأة ووصاياها للمرأة العربية وعددت أهم الكتّاب الذين تحدثوا عنها كالكاتبة مي زيادة التي كانت معجبة بشكل كبير بمقالات ملك حفني فحرصت "زيادة" على حضور المحاضرات التي كانت تنظمها الجمعيات النسائية من أجل تطوير المرأة العربية.

hafni07

المداخلة الثانية كانت للأستاذة المحاضرة في قسم الشريعة في جامعة الجنان الدكتورة عايدة كبارة تحدثت فيها عن البيئة التي نشأت فيها ملك حفني حيث نذرت نفسها خلال تلك الفترة للدفاع عن حقوق المرأة وإصلاح وضعها الأسري متسلحة بمنطق إسلامي ميّزتها عن غيرها من دعاة المرأة في ذلك العصر.

كما ذكرت "كبارة" أن ملك حفني تتلمذت على يد الشاعر مطران خليل وإن أهم ما كتب عنها "تشارلز آدامز" في كتابه "الاسلام والتجديد في مصر": "أؤكد لك أنها سارت على نهج الامام الشيخ محمد عبده في التوفيق بين المدنية الغربية والعلم الغربي وبين الحياة الاجتماعية والدينية والأدبية في مصر". وعددت "كبارة" بعض الانجازات التي حققتها ملك حفني على صعيد المجتمع من حيث التغيير وإصلاح المجتمع من خلال العلم والتربية وذلك انطلاقاً من الشرع الاسلامي حتى أنها دعت إلى اتباع الشريعة في الخطبة والزواج.

المداخلة الأخيرة كانت للأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور جان توما تناول فيها كتاب "النسائيات" لملك حفني حيث اعتبر أن في بالها أن تشارك الذكر في وعيها الاجتماعي حين كتبت: "فهو مذكر لهنّ". ففي استعمالها المفردة "المذكر" توضح حفني بعفوية ما سيأتي به مسرى الفكر الإزائي الجندري .وتابع: "هي مصرة على أنها لا تدّعي فيه ابتداعاً ولا إبداعاً بل لما فيه إعلاء شأننا وتقوية الفضائل في أخلاق هذه الأمة بحسن القيام على تربية أبنائنا".

وشرح "توما" في مداخلته مسيرة باحثة البادية وفق ما رسمته مي زيادة لباحثة البادية من خارطة فكرية تقوم على السمات التالية المرأة، المسلمة، المصرية، الكاتبة، الناقدة، المصلحة شارحاً هذه النقاط بالتفصيل.







Related News
Latest News

Follow us on