
نظمت كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة الجنان احتفالا باليوم العالمي للغة العربية بحضور المطران أفرام قرياقوس مطران طرابلس والكورة للروم الأورثودوكس، رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين ممثلاً بعضو المجلس البلدي الدكتور زاهر سلطان، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور بسام حجازي، عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية الدكتور هاشم الأيوبي، عمداء وإداريين وطلاب ومهتمين.
بداية، استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم لشيخ القراء الدكتور زياد الحج ومن ثم النشيد الوطني اللبناني ونشيد جامعة الجنان، فكلمة ترحيبية للطالب أحمد الكردي قال فيها: "اللغة العربية، اذا ما وقفت على شاطئ ذلك البحر اللجي الذي يغشاه الجمال، دفعتك اللهفة للغوص في لججه لتتعرف على الدرر المكنونة في أحشائه فماذا أقول عن العربية وهي السلوان الذي اذا شربته عشقت العلم وأغصانه المتنوعة، وسلت بمدارسته عن قلبك الأحزان، وصان فكرك وحفظ اللسان، وسما بنفسك في فضاء الرقي الروحي والشعري".
كلمة الفائزين بمسابقة مجلس الخدمة المدني للغة العربية ألقتها الأستاذة فرح صفوح يكن تحدثت فيها عن نوعين من الناس بعضهم استبدل اللغة العربية باللغة الأجنبية وآذوها بخطها وحروفها بدعوى الانفتاح على العالم والسير في ركب الحضارة واحياء الموروث الشعبي من اللهجات، والبعض الآخر ما زالو أمناء أوفياء، وقفوا متحسرين على هذا الواقع. وأضافت: "أنا أقول لهؤلاء وأولئك أن العربية لم تتخلف عن ركب الحضارة ولكننا نحن من تخلفنا عن ركبها، وأن العربية لا تعاني من الغربة بل نحن الغرباء البعيدون عن التجوال تحت وارف ظلالها، فهي ما تزال في أوج تألقها ترفل في حلل الذكر الحكيم، عليها مسحة من نور النبوة وفيها عبق من الجنة". واعتبرت "يكن" أن اللغة العربية لا تحتاج الى كلام معسول ولا رقة المشاعر بل "نحن من يحتاج لأن ينكب عليها دراسة وتعلما وتحصيلا بالاضافة الى إتقان علومها والتمرس بها محادثة وقراءة وكتابة" كما نوهت "يكن" بجهود وزير التربية على ما قدمه من اهتمام بهدف الرقي بمستوى التعليم من خلال إعلانه مؤخرا تشكيل رابطة تلامذة لبنان وذلك بغية اشراكهم في القضايا التربوية وتمنت منه إلحاق الأساتذة الناجحين بكلية التربية ليشعروا بالإنتماء الى هذه المؤسسة وأن ينالوا حقوقهم في التثبيت والتفرغ.
كلمة الدكتور حسام سباط، الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية قال فيها: "أقف بين أيديكم لأطلق صرخة، آمل أن تجد صداها في قلوبنا وعقولنا ومشاعرنا لأقول أن اللغة هي الهوية وهي الماضي والحاضر والمستقبل فمن لا يعتز بلغته لا يعتز بشخصه ولا يريد أن يضمن مستقبل أبنائه". وأشار "سباط" الى بعض الدراسات الحديثة التي أثبتت ارتباط اللغة بالهوية كدولة اليونان الحديثة التي أصرت عند تأسيسها احياء لغتها الاغريقية التي تعتبر لغة الفلسفة والعلوم واشتراطها على الاتحاد الأوروبي المحافظة على هذه اللغة واصرارهم على طبع كلمة "يورو" على العملة بالحرف اليوناني بالرغم من أن الشعب اليوناني يمثل 3% من الشعوب الأوروبية بالاضافة الى احصاء يؤكد أن أكثر الأطباء تفوقا هم الذين تخرجوا من جامعة دمشق حيث تعلموا اختصاصهم بلغة القرآن واحصاء آخر يشير الى أن 100 ألف مدرسة فتحت لتعليم اللغة العربية في الصين، وخمسة ملايين تركي سجلوا أسماءهم في معاهد لتعلم هذه اللغة ونحن نهرب من تعلمها والمحافظة عليها. وختم قائلا: "أرى أن في همة هذا الجيل الجديد الذي نحتفي به اليوم أمل كبير في نشر لغتنا العربية واعادة قوتها وتجددها".
كلمة جامعة الجنان ألقاها عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية الدكتور هاشم الأيوبي قائلا: "في اليوم العالمي للغة العربية أحببنا أن ننتقل الى الجانب العملي للمحافظة على لغتنا فكان اطلاق المرصد اللغوي في جامعة الجنان لنشر اللغة وتصويبها، واطلاق اقتراحين بالتعاون مع بلديتي طرابلس والميناء بقضية الاعلانات وضرورة كتابتها باللغة الفصحى وترجمتها باللغة الأجنبية بالاضافة الى تعريف الشخصيات الأعلام التي تحمل أسماءها الشوارع وتنشيط السياحة الدينية بالتعاون مع طلاب جامعة الجنان". وأضاف: "ما نريد قوله أن لغتنا أمانة في أعناقنا لأنها تمثل تراثنا وشخصيتنا فيها نرسم آفاق مستقبلنا واذا كانت النزاعات تطغى على تراثنا في مدننا الحضارية فاننا نستطيع أن نحافظ على هذه اللغة التي تمثل الجانب الأسمى من هذه الحضارة".
كلمة المكرم الأستاذ جورج فرح استذكر فيها تعاونه التربوي مع الراحلة الرئيسة المؤسسة الدكتورة منى حداد يكن ومديرة مدرسة التدريب آنذاك المربية نازك ملك كما تحدث عن مسيرته التربوية في تعليم اللغة العربية قائلا: "لقد أمضيت في تعليمها وتعلمها بحثا وتنقيبا ما يزيد عن الستين سنة موزعة على جميع المراحل التعليمية". وأضاف: "ان أكثر ما يهمني في اللغة أمران: أولا، إبراز وجهها المشرق ووضوحها وجمالها، وثانيا، تيسير تدريسها". وختم: "تعودت في دروس القواعد أن أستشهد بآيات قرآنية وهي أقوى دليل على صحة الكلام، أنهيت ذات يوم درساً عن أما التفصيلية الشرطية فكتبت على اللوح "فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث، أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، أما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم".
تخلل الحفل عرض فيلم يبرز واقع اللغة العربية بالاضافة الى تكريم كل من المربي الأستاذ جورج فرح الذي قدم بدوره أمانة للأستاذة سماح الرفاعي التي حازت على المرتبة الأولى في امتحان مجلس الخدمة المدنية وتكريم الأساتذة الفائزين في امتحان اللغة العربية للتعليم الثانوي وكذلك تكريم لطلاب جامعة الجنان الفائزين بمسابقة اليوم العالمي للغة العربية.
Follow us on