
بتوصية ودعوة من لجنة العلاقات العامة في الجامعة، افتتح اللقاء التفاعلي الأول لمنتدى الجنان الفكري بندوة تحت عنوان: "الدولة المدنية" مع الدكتور رامز الطنبور.
بداية أعلنت نائب الرئيس للشؤون الإدارية الدكتورة عائشة يكن عن انطلاق هذا المنتدى الشهري المخصّص لأسرة الجنان، حيث يهدف إلى التحريض على التفكير الجماعي وصولاً إلى أرضية فكرية مشتركة تعزّز الانتماء خارج الإطار الوظيفي، كما يهدف إلى زيادة الوعي الثقافي وتبادل الخبرات والرؤى المختلفة حول مواضيع ذات أهمية فردية وجماعية، شارحة "يكن" شروط المنتدى من حيث التماس الموضوعية في طرح الأفكار وتقبّل الإختلاف في الرأي وفق قاعدة رأيي يحتمل الخطأ ورأيك يحتمل الصواب.
ثم تحدّث عميد معهد العلوم السياسية الدكتور "رامز الطنبور" عن النشأة والمفهوم للدولة المدنية وتسلسلها التاريخي، والمصطلح الذي تبنى عليه هذه الدولة وهو: عدم ممارسة أي تمييز بين المواطنين بسبب الاختلاف في الدين أو الجنس أو الخلفية الاجتماعية والمناطقية، فهي دولة القانون والدستور، التي تحكم تحت سقف العدالة والحرية والديموقراطية، وتطرق الدكتور "الطنبور" إلى مفهوم الدولة العسكرية في وجه الدولة المدنية، بحيث يكون الحكم العسكري متخفّيا في لباس الحكم المدني، وهذا شكل من أشكال الدولة العسكرية المقنعة؛ حيث تمارس فيها الآليات الديمقراطية كتداول السلطة والانتخابات ولكن في إطار شكلي ومقيّد، وأوضح "الطنبور" بأن نشوء الدولة المدنية في أوروبا أتت نتيجة ردة فعل على الحكم التوافقي بين الملك والكنيسة، ودور الكنيسة الفاعل الذي اصطدم مع التطورات العلمية والنزعة التحررية التي واكبت تلك المرحلة الزمنية؛ فكان من نتيجتها الخروج من النظام الملكي وسيطرة الكنيسة وصولاً إلى الدولة المدنية، وكان ذلك متناسباً مع تلك البيئة.
أما في بيئتنا المشرقية فلم نشهد أي تنازع بين الدين والمدنية والتطورات العلمية، لذلك فإن الدولة المدنية عند الغربيين تعني الدولة الدنيوية العلمانية، أما الدولة عند المسلمين هي الدولة المدنية التي تؤمن بالدين والدنيا معاً.
وخلال اللقاء تمّ الوقوف على بعض المواقف والتجارب لبعض الدول العربية والأجنبية، وكانت مداخلات ونقاش تفاعلي بين الحاضرين، حيث تمّ التأكيد على أهمية دور التربية والثقافة في بناء جيل مؤمن وواعٍ لمتطلبات عصره.
Follow us on