نظّمت جامعة الجنان ندوة بعنوان: "غزّة، جحيم محرقة وأهوال إبادة" حضرها ثُلّة من الأساتذة والطُلاّب من مختلف الكليّات، وتحدّث فيها كلّ من العميد السابق لكليّة الحقوق والعلوم السياسيّة في الجامعة اللّبنانيّة أ.د. "كميل حبيب" عن "العدالة الدوليّة في النظام الدوليّ"، نقيبة المحامين سابقاً أ. "ماري تيريز القوال" عن "مواقف وأدوار نقابة المحامين في طرابلس والشمال"، ورئيس قسم حقوق الإنسان في جامعة الجنان د. "اسكندر سكّر" عن "قوّة الحق عارية أمام حقّ القوة...تساؤلات مشروعة".
استهلّت الندوة بكلمة افتتاحية للأستاذة في قسم حقوق الإنسان في الجامعة د. "ديمة الرجب" أدانت فيها الصمت العالميّ الذي لم يُحرّك ساكناً حيال ما يجري في غزّة وتابعت: "نجتمع اليوم، لا لنتضامن فحسب، بل لنقدّم شهادة ساقطة بحقّ الإنسانيّة ولنوثّق أنّ الإرادة الوطنيّة والحقّ أقوى من كلّ سلاح فتّاك".
بدوره أ.د. "حبيب"، تحدّث عن أبرز الانتهاكات التي تقوم بها اسرائيل بحقّ الشعب الفلسطينيّ ولكلّ الأعراف والقوانين الدوليّة، كما تطرّق إلى العلاقة بين العدالة والنظام العالميّ حيث إنّ مصادر العدالة متمسكون بها، ولكن النظام العالميّ يمنع الإدانة والمحاسبة، وبالتالي كلّ قرارات مجلس الأمن تخضع للفيتو من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يؤدّي إلى تفلّت اسرائيل من العقاب، ما يعني أنّ وجود ومصير الأمم المتحدة أصبح في دائرة الخطر. وتابع: "نسعى لتطبيق هذه القوانين ومصادر العدالة الدوليّة، وهذا يتطلّب استنهاضا من شعوبنا، وإقامة الدولة المدنيّة للرد على هذا الكيان الغاشم". وختم قائلاً: "في أرض فلسطين هناك ما يستحق الحياة، ويستحق الاستشهاد، فنحن مع القضيّة الفلسطينيّة، لأنّها قضيّة عادلة، وأنّ من حقّ هذا الشعب أن يُحدّد تقرير مصيره دون تدخّل من أيّ جهة خارجيّة".
بدورها أ. "القوال" تساءلت: "هل يحقّ لنا كمحامين أن نكتفي ببيانات الاستنكار والإدانة والوقفات ومقاطعة المنظمات الدوليّة الداعمة لإسرائيل؟ ألا يجدر بنا أن نبادر إلى مقاضاة هذا العدو امام المحاكم الدوليّة ؟". كما وأشارت إلى أنّ نقابة المحامين بطرابلس لم تتوان يوماً عن اعلان دعمها للفلسطينيّين في نضالهم، معتبرةً أنّ القضيّة هي التجسيد الحيّ لمعنى الوجود الإنسانيّ معدّدة وقفات تضامن النقابة التضامنيّة والاحتجاجيّة العديدة، وبيانات الإدانة الصادرة عنها بحق الاجرام الاسرائيليّ تجاه المحامين والصحفيين وتعليق جميع النشاطات مع الاتحاد الدوليّ للمحامين، بانتظار الرجوع عن بيانهم الجائر، ومحو أثره والامتناع عن المشاركة في المؤتمر المقرر انعقاده في روما وغيرها".
د. "سكّر" أشار إلى عدد الانتهاكات الإسرائيليّة للمواد القانونيّة لنظام روما، ولميثاق الأمم المتحدة وللعهدين الدوليّين للحقوق المدنيّة والساسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، فضلاً عن أنّ الولايات المتحدة نفسها تعتبر اسرائيل قوة احتلال، وهذا ما يُعارض القوانين الدُوليّة، وبالتالي لا تُحال إلى أيّ محاكم دوليّة أو إجراء قانونيّ يُتّخذ بحقّها. وختم بالقول: "هدفنا في جامعة الجنان أن نُعزّز في طلاّبنا هذا الوعي للحقوق المنتهكة، وأنّ هناك أُحاديّة دوليّة تمنع اتخاذ موقف معيّن من سلطة الاحتلال وتعيد الحق إلى أصحابه".
Follow us on