أصبح نظام الجودة الشاملة ضرورة ملحة لتطور العملية التعليمية على كافة المستويات نظرا لأهمية التربية والتعليم في حياة المجتمعات الإنسانية والمؤسسات التربوية على وجه الخصوص. من هنا، نظمت جامعة الجنان بالتعاون مع مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية ندوة لمدراء المدارس بعنوان: "القطاع التربوي ومعايير الجودة آيزو2100" بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الأستاذ سالم يكن ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور بسام بركة ورئيس مصلحة الخدمات والخبير في أنظمة الجودة والمسؤولية الاجتماعية الأستاذ محمد شمص ومستشار رئيس الوزراء للتعاون الدولي الدكتور المهندس نادر غزال والأستاذة في الجامعة اللبنانية الدكتورة سوزان عبد الرضا أبو رجيلي ونائب الرئيس للشؤون الإدارية في الجامعة الدكتورة عائشة يكن ونائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور بسام حجازي وعمداء وأساتذة الكليات ومدراء من مختلف المدارس الشمال.
بعد ترحيب مسؤولة قسم الجودة في جامعة الجنان المهندسة ثراء حداد بالحضور تحدث الدكتور بركة مؤكداً على أن الجودة لا تكون إلا بالتواصل والعلاقات وأضاف: "نحن في جامعة الجنان على مستوى جيد من التعليم والأداء ويعود الفضل للمسؤولين في هذه الجامعة من أكاديميين وإداريين وطلاب". كما شدد على ضرورة تطبيق هذا النظام من أجل النهوض بالعملية التربوية من أجل بناء جيل مميز من كافة النواحي".
وأشار الدكتور حجازي أن وضع هذا النظام وإعطائه رقم 21001 يدل على أهمية توجه العالم نحو تطوير القطاع التعليمي وهذا يعطينا حافزا كبيرا للعمل أكثر على الناحية الأكاديمية. وأضاف: "هناك منافسة شديدة في القطاع التعليمي ولكن الأهم أن تتمتع المؤسسة التعليمية بالسمعة الطيبة والكوادر المؤهلة بالقدرات التعليمية والتعلمية". ونوه بمشروع "إنشاء هيئة لبنانية للاعتماد" الذي تعمل الحكومة اللبنانية على إقراره.
وتحدث الاستاذ شمص حول ما يتضمنه نظام الجودة ومميزاته وأهدافه، حيث عرف النظام على أنه "طول أداة إدارة موحدة لكل القطاعات التعليمية كالمدارس والمعاهد والجامعات ومراكز التدريب وغيرها". كما أكد في كلمته على أن نظام الجودة هو نظام إصلاحي ـ تربوي يرتبط بعمليتي التعلم والتعليم والإدارة والبيئة وذلك بهدف إحداث تغييرات إيجابية في المؤسسة من حيث الأداء وإجراءات العمل والنظم والسلوك ونمط القيادة الإدارية وعملية اكتساب الطالب للمعرفة دون عوائق. كما عدد "شمص" بعض المؤسسات الدولية والعالمية التي اتبعت نظام الجودة ذاكرا أهم المعايير التي عملت على تحسينها واتباعها لتحسين الآداء على المستوى العلمي والعملي.
وأكد الدكتور غزال في كلمته عن كيفية تطبيق هذا النظام في مؤسسات التعليم اللبنانية على أن الجودة هي حب التعلم والمعرفة عند الطالب وأضاف: "إن العملية التربوية هي سلسلة مترابطة ما بين التربية والتعليم والتدريس" كما حدد بعض النقاط والخطوات التي تبرز دور الإدارة ومساهمتها في إنجاح هذا النظام وأهمها: تأمين الموارد البشرية المناسبة، وإيجاد المناخ التغييري المناسب، وتحمل بعض المجازفة، وإيجاد برنامج واضح، وأخذ دور القدوة العملية.
من جهتها أشارت الدكتورة أبو رجيلي إلى أن مساهمة البحث الإجرائي يعزز تفعيل التطور المدرسي حيث يدمج بين العمل والتفكر ضمن المسار العلمي فيزيد من فرص نجاح العمل التربوي بهدف إحداث تغيير وضعية معينة على أرض الواقع تطرح إشكالية ما؛ وذكرت بعض الأبحاث التي أجراها طلاب من جامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية تناولوا فيها مواضيع تربوية تشمل كافة العاملين في المؤسسات التربوية شارحة النتائج التي توصلوا لها وأثرها على المتعلمين والتربويين.
وعددت أبو رجيلي بعض المواضيع التي يجب على الطلاب الجامعيين في مراحل الدراسات العليا بحثها كالتقويم التربوي والمناخ المدرسي وتعليم اللغات وتكنولوجيا التعليم. وأكدت على ضرورة خلق آليات تعاون بين المدارس و الجامعات في سبيل تثمين ونشر هذه الأبحاث للنهوض بالعملية التربوية.
Follow us on